صباح يبدأ من نقطة الصفر_بقلم الأديب اليمني/نجم الدين الرفاعي

صباح يبدأ من نقطة الصفر

ليس كل صباح يُروى.

بعض الصباحات تُولد لتُربكك… لا لتطمئنك.

صباح اليوم جاء بلا ذاكرة.

لا يتذكر ماذا قلتَ أمس،

ولا ما شعرتَ به،

ولا أي أثر تركته الأيام عليك.

صباحٌ أعمى عن ماضيك… وهذا سر قوته.

إنه يحدّق فيك كما لو أنك شخصٌ لم تُعرّفه الدنيا بعد.

اليوم لا يعرض عليك حكمة جاهزة،

ولا يلوّح لك بزرقةٍ شاعرية،

ولا يجرّك إلى حالة هدوء مألوف…

اليوم يطرح سؤالًا واحدًا فقط:

ما الذي تريد أن تبدأه إذا خُلقتَ أنت والوقت في اللحظة نفسها؟

هذا الصباح لا يقول “كن هادئًا”…

بل يقول:

“جرّب أن تفتح بابًا لم يسبق أن طُرق منك.”

لا يطلب منك أن تتفاءل،

ولا أن تتشاءم،

بل أن تتعامل مع اللحظة كما يتعامل النحات مع حجره الأول:

بدهشة، بحذر، وبشجاعة صغيرة تكفي ليبدأ.

الصباح اليوم مُحايد تمامًا…

لا يميل إليك ولا ضدك.

إنه فقط يضع العالم أمامك كمسودة خام،

وينتظر طريقة تنقشك بها.

صباح لا يهمّه عنوان يومك،

ولا كيف ستُنهيه،

ولا ما الذي لم تنجزه بعد.

إنه يتصرف كأنه يقول لك:

“تعال نبدأ من الصفر…

فالصفر مساحة واسعة أكثر مما تتخيل.”

 بقلم: 

نجم الدين الرفاعي