الاثنين، 9 سبتمبر 2024

عباقرة الرجال والأنثى _بقلم الشاعر السوري/د. جميل أحمد شريقي


 عباقرة الرجال والأنثى(مفارقة)

===================

عباقرةُ الرجالِ أمامَ أنثى 

         لعمركِ مالَهم سمتُ الرجالِ

إذا زعمَت قصيداً عارضوها 

               بتعليقٍ وتقريظٍ لغالي

وإن كبَتِ الجميلةُ في قصيدٍ

        لها صاغوا القصائدَ بالخلالِ

لتبقى دائماً أعلى وأغلى 

        وخنساءَ المراثي والخِصالِ

وكم  نسبوا لها أبياتَ شِعرٍ

             وقالوا: إنها لكِ بالحلالِ

إذا ضحكت لهم أو بانَ سِنٌ

           لها جادوا بنظمٍ وارتجالِ

وإن وضعَت لها صوراً (بنتٍّ)

            تسابقَتِ المدائحُ للجمالِ

نسوا إبداعَهم باعوهُ رخصاً

               لِتلمعَ من لآلئِها اللآلي

وكم جادوا لما كتبَت بنقدٍ

           تضاهي فيهِ ربَّاتِ الدلالِ

ولو صفَّت كلاماً دونَ وزنٍ

        ولا معنى ولا مبنى احتمالِ

لَكالَ الكاذبونَ لها مديحاً

        وكانَت عندَهم بنتَ المعالي

وفي بعضِ المواقعِ تُرَّهاتٌ

           وعاهاتٌ تعاني من هُزالِ

فلاهيَ تكتبُ الإملا صحيحاً

       ولا في النحوِ تنحو للسؤالِ

ولكن حُسنُها غطّى عليها 

               ونُقّادٌ بلا حسٍّ جَمالي

فصارَت لا ترى الخنساءَ أهلاً

      لقولِ الشعرِ في زمنِ الضلالِ

إذا قالَ الحِسانُ ولو غُثاءً

             وصَفَّرَتِ الفواتَخُ للبغالِ

رايتَ البومَ يُعجبُها نعيقٌ

           وتطربُ للنهيقِ بلا جدالِ

بغمزةِ لاحِظٍ نالت مُراداً

            وطبَّلَتِ الحيايا للسعالي

وصارَ الضبُّ أستاذَ القوافي 

    وماتَ الحسُّ من تحتِ العقالِ

لِغصنِ البانِ في قدٍّ نحيلٍ

          وثوبٍ كاشفٍ سترَ الغزالِ

و عينٍ قد بدت كحلا لناسٍ

            وغنجٍ أو تراخٍ في مَقالِ

وتذبيلِ الجفونِ لمن تشهّى 

           ورمشٍ أدعجٍ ولمى زلالٍ

يذوبُ الشعرُ والشعرا ويغدو 

     قبيحُ النظمِ في أرقى الكمالِ

وفي قولِ الإباحةِ من بذيءٍ

  ترى(البورنو) من القولِ المثالي

وتنتشرُ الرذيلةُ باسمِ شعرٍ

              وحُريّاتِ تعبيرِ الخيالِ

وينهضُ شاعرُ الأطلالِ يبكي 

           على ليلاهُ بالدمعِ الهطالِ

ويبكي شاعراً قد كانَ نجماً

          فصارَ لشهوةٍ دونَ الرجالِ


وقالوا: قد أطلتَ فما لدينا 

         سوى حبُّ البداوةِ للجِمالِ

وأنتَ تريدُنا شعراءَ جدٍّ

   نحرِّضُ بالقريضِ على السجالِ

ولا نأتي على ذكرِ الملاهي 

        وأنثى أيقظَت حُمرَ الليالي

فقلتُ : الشعرُ احملُهُ عفافٌ

             وبُعدٌ عن نفاقٍ وابتذالِ 

وليسَ لشهوةٍ ورضاءِ أنثى 

        ولكن للنصيحةِ في اعتدالِ

أريدُ الشعرَ أن يبقى جميلاً

               تُحرِّكُهُ المروءةُ للنِّزالِ

وليسَ تصنُّعاً لجمالِ أنثى

            تراخَت للعمودِ بلا حبالِ


سيبقى الشعرُ أسمى في معانٍ

     ويبقى السحرُ من غيرِ اقتتالِ

ويبقى في قصائدِنا بريقٌ

       وروحٌ تبعثُ الحسَّ الجمالي

==================

     د.جميل أحمد شريقي 

     (تيسير البسيطة )

       سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوجه الصبوح _بقلم الكاتبة/ كفاح رشيد

 الوجه الصبوح ياذات الوجه الصبوح يامن ملكتي مهجت القلب والروح ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ اعطني  الآمان لكي ابوح بحبي الكبير إليك ياقطعة من الجسد...