الاثنين، 9 سبتمبر 2024

أم الكتاب _بقلم الشاعر المغربي / محمدالدبلي الفاطمي


 أمُّ الكتابِ

قناعةُ النّفسِ أغْنتني عَن الطّلبِ

وصحْوةُ القلبِ قادَتْني إلى الكُـتبِ

أبيتُ ليلي أجوبُ الكوْنَ مُكتشِفاً

سِحْرَ الكواكبِ والأقـْـمار والشُّـهُبِ

فاسْتقْبلتْني طيورٌ في مَناقِرِها

شَدوٌ سقـى هَوَسََ الأفْكار بالعَجَبِ

همّتْ تُغنّي فكانتْ نبأةً وصَدىً

صحَــتْ لِبَوْحِهِما صنّاجةُ الطّربِ

أوْحى لها القلبُ أنّي منْ أحِبّتِها

وأنّنا في الهـــوى أهلٌ بلا نسَــبِ

فقرّبوني من الأنوارِ وابتسموا

والشّـــمسُ غائـــبةٌ ليلاً ولمْ تَغبِ

وقبّلوني فأحْيوْا رُوحَ ذاكرتي

بنظـــمِ شِـــعْرٍ أعادَ الرّوحَ للأدبِ

إنْ يأْتِ من رَحِم الإبْداعِ مُبتكِرٌ

فالمُلهَمــونَ أناروا الكوْن بالــكُتبِ

أبقوا ثراث بني الإسلام مُكتملاً

أحْيا الهُدى بعطورِ الذّكْر في الحقـبِ

والعلمُ في سُوَرِ الرّحمانِ متّسعٌ

يقودنا صوبهُ صُــبْحٌ منَ اللّــهبِ

نورٌ تناثرَ فوق الأرضِ فانقشَعتْ

بالــمُعْجزاتِ غيــومُ الجهْلِ والرّيبِ

جرى به الضّاد فاسْتَجلى بأحرُفِهِ

مَجدا عريقاً بِخُبْثِ المَسْـخِ لمْ يُصَبِ

وَرَوعةُ النّظمِ قدْ فاحَتْ مَنابِرُها 

كأنّها الرّوضُ في أثوابهِ الــقُشبِ

أمّ الكتاب تــعالتْ أنْ يحيــط بها

بوحٌ من الشّــعْرِ أو نثْرٌ منَ الأدبِ

لوْ يعْلمِ الغَرْبُ كمْ منْ أمّة رحلتْ

كانت تُحذّرُها العــدْوى ولمْ تَتُب

إنّ الشّعوبَ إذا ما الجهلُ هَلْوَسَها

ضاعتْ ولو مــلكتْ أرضاً من الذّهبِ

فانظرْ إلى الأممٍ الأُخْرى وما صَنعتْ

بالعلم في خدمةِ الإنسانِ عنْْ كَثبِ

في كلّ مملكةٍ منها ومجتمعٍ

ناعورةُ الجِدِّ لا تشْــكو منَ التّعبِِ

توزّعَتْ سُننُ الإبداعِ بينهمُ

فأبدعوا نهضـــةً منْ روضةِ العربِِ

واغْروْرَقَتْ بِدُموعِ البؤْسِ أعْيُنُنا

من بعدما ظـهرَ البرهانُ في الخُطبِِ

هيهات ينفعُنا التّهْريجُ في زمنٍ

به الحضـــــارةُ منْ أمّ برّةٍ وأبِ

إن ظلّ خلفَ شعوبِ العصْرِ موْطِنُنا

فنحنُ قومٌ من الأوْباشِ والـحَطَبِ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمال حبك _ بقلم الشاعرة السورية / د. سعاد حبيب مراد

جمال حبك وجدت ذلك الماضي  في جمال حبك  وحاضر الحب حروف  يرددها اللسان المعطر  حب قديم كان اللقاء قصير  وحب يتجدد بجمال القصيد ستقرأ يا حبيبي...