دع لي _بقلم الأستاذ /محمد تمام حسن

 .......... دَعْ لِي بَعْضًا مِنْكَ .......

يَا أيُّهَا الحَنِين المعتق

فِي حَنَايَا الرُّوحِ

و يَا تلك النار الخضراء المستعرة

الشَّوقُ أضْنَى الوَسَائِدَ كُلّهَا

يَسْتَصْرِخُ الصَّمْتَ و الكِبْرِيَاءَ مَعًا

دَعْ لِي بَعْضًا مِنْكَ

دَعْ لِي أيّ شيءٍ لَمَسَتْهُ يَدك

دَعْ لِي بعضَ حزنك .. بعضَ فرحك

دع لي أناملك الحانية

كي تروي عطشَ أضلعِي ..

دع لي عيونك

حتى تُبْصِر مُقْلتِي كلّ الدروب

يا أيها المسافر بدمي و النبض

دع لي بعضًا من عطرك

كم أشتاق أشياءك البسيطة

.. تفاصيلك العجيبة

و أحنّ .. أحنُّ إلى أصغر مفردةٍ دارتْ بيننا

سبحان الذي خلق حقائب الغياب بلا قلوب

حتى لا يكسر أقفالها الحنين

و كي لا تئن ..

أيها الغائب بعمري

كلّ ليلةٍ أهديك نجمة

و كلّ ليلةٍ أهديك قمرًا

الليلة يا نبض الروح

أهديتك النجمة الألف

و استحلفتها بالعمر و بعهود العشاق

أنْ تَأتِ لي ببعضٍ منك ..

كَمْ أنْتَ خجولٌ في غيابك

هيا فُكَّ وَثَاقَ الحرف

و ازرعْ كلّ الغيماتِ جنونًا

كي تهطل في حقول اشتياقي ..

قلْ لِي بِرَبّكَ

هلْ رَاوَدَكَ طَيفُ الحنينِ

هل قتلكَ مثلي خيلُ الشوق ..

كَفَاكَ غِيَابًا .. تعال نحترق معا

الأوطان لا طعم لها في غيابك

كل الأشياءِ معكَ لها مذاق السحر

عُدْ إليّ .. عُدْ إليّ

تعالَ يا مَوَاسِم الفَرَح .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

محمد تمام حسن