الاثنين، 22 أبريل 2024

لقاء عابر _بقلم الكاتبة /فوزية الخطاب

 

قصة قصيرة

لقاء عابر


كان يجلس بجانبها في الحافلة، شاب عشريني، ببشرة بيضاء ، شعر أسود مجعد ،عينان واسعتان، بقميصٍ يظهر عضلاته المفتولة...كان يغط في نوع عميق،اختلست النظر إليه أكثر من مرة ،وسرحت في محياه الجميل ،ومنظره الأنيق...فجأة استفاقت من حلم اليقظة وتذكرت أنها خرجت للتو من تجربة عاطفية فاشلة ،أخذت منها الكثير ،تنهدت بعمق ،حملت كتابها وتابعت القراءة،ومرة مرة تتأمل النافذة وجمال قطرات المطر .استيقظ الشاب:

 -مرحبا ،أرجو ألا أكون  قد ازعجتك

-لا عليك لا مشكلة

-كنت متعبا جداا،اجتزت للتو امتحان كلية الشرطة، لذا انا منهك جداا

- بالتوفيق

إلتزمت الصمت وفي أعماقها كلام كثير ،عادت للكتاب وهنا إلتفت إليها الشاب

-أنا عمر من مدينة مراكش،أربع وعشرون سنة ،غير متزوج وحاليا عاطل عن العمل 

 اتبعها بقهقهة طويلة وأنت ؟ لم يترك  لها مجالا للهروب ، فجماله وابتسامته سحرها وأخذ لبها

- أحلام من مدينة أكادير، أشتغل بالقطاع الخاص في أحد البنوك ،ثلاث وعشرون سنة ،وانا مسافرة لمدينة الرباط للاستجمام.

-جميل جدا أحلام ،أتعرفين عيناك جميلتان جداا ،وتلك الشامة فوق شفتك لوحة فنية ،راقتني جدا .

احمرت وجنتاها خجلا ،وطأطأت رأسها وهي تنظر إلى النافذة وزخات المطر تتساقط ..

-هذا المطر يذكرني بها كانت فاتنة الجمال  رقيقة المشاعر وتوقف هنيهة لكن كانت خائنة تحب المال والسلطة تركتني وهاجرت مع أجنبي.

- الحياة تجارب يا عمر ،سيعوضك الله خيرا ان شاء الله تعالى. 

-نعم لقد عوضني ،انت هي العوض أحلام، أنا في حاجة ماسة إليك ،لا تتركيني ،استغربت من نبرة كلامه وتساءلت كيف للقاء عابر أن يتحول لعلاقة حب قوية ؟؟

انكمشت في مقعدها وتابعت الطريق من النافذة 

-أحلام هل أزعجك كلامي ؟ هل تظنيني من هؤلاء الشباب الذين يستغلون الفتيات؟ أقسم أني شعرت بالراحة منذ رأيتك، أقسم أن هذه اربع سنوات لم أعرف فيها فتاة وكنت قد قطعت وعدا على نفسي بنسيان هذا الموضوع ،ولكن قلبي خفق لك .

-يا عمر ارتح واترك الامور تسير كما أرادها الله، هذا لقاؤنا الأول .وغيرت الموضوع 

-كم بقي من الوقت لنصل لوجهتنا ؟

-عشرون دقيقة تقريبا.

نزل الركاب وانشغل عمر بأخذ حقيبته ،في هذه الأثناء اختفت أحلام بين جموع المسافرين وغادرت لحال سبيلها وهي تقول مع نفسها:لن أكرر الخطأ نفسه ،لن أقع ضحية لجمال عينيه أو غمازته...ابتسمت كان لقاء عابرا جميلا ممتعا.

بقلمي فوزية الخطاب 

09.02.2024.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سهرة _ بقلم الشاعر العراقي / موسى العقرب

سهرة ما أجملك من حكاية الشوق في عينيك يتلألأ وحرفك أسطورة من البداية  والنهايه تحمل غنوة بها الغرام يغازل الأوتار يحسن الرماية يالك من حكاية...