ريم العبدلي -ليبيا
فى حى يعج بالسكان حدثت جريمة قتل بأحد منازل الحي، قتل رجل مسن، يعيش وحيدا، لا يزور أحدا ولا أحد يزوره ، قتل ظهيرة ذلك اليوم أمام المارة ، وأصبح كابوس يحلق حول الجميع ، لم يتمكن رجال الشرطة من معرفة السبب وراء قتل ذاك المسن الذي يعيش وحيدا ، فقد يخرج كل يوم لتلبية احتياجاته؛ فلا أسرة لديه ، جمع رجال الشرطة كل من فى الحي، كبار وصغار لكن دون جدوى، لا أحد يعرف عنه شيئا ، ولا يوجد أي دليل يفيد: من الجاني؟!
ومع مرور الأيام جاءت امرأة للحي تسأل عنه، استغرب الجميع من السؤال عن هذا الرجل بعد أن قتل ، أجابها سكان الحي بأنه فارق الحياة، بل قتل أمام مرأى الجميع دون معرفة القاتل ، بلغ أحد سكان الحي قسم الشرطة، ليتم إحضارها إلى القسم للتحقيق معها: من أنت، ومن أين تعرفينه؟، لتخبرهم بأنه والدها، خرج من سنوات عديدة من البيت دون معرفة أي شيء عنه تاركا لها رسالة وداع ، وبحثت عنه مرارا وتكرارا لكن دون جدوى ، وإذا بها تصلها اليوم رسالة من مجهول بأن والدها يريد رؤيتها ، لتتفاجأ بأنه قد فارق الحياة ، استمر التحقيق مع ابنة المغدور عن سر اختفائه ، لتجيب اختفاء والدي فجر يوم من الايام كان صدمة لي ولأبنائي الصغار كان لهم السند ، وهي تصر بأن سر اختفاء والدها وراءه غموض إلى يومها هذا، وهي تتواصل مع كل معارفه لعلها تعرف عنه أي خبر لكن دون جدوى إلى أن وصلتها تلك الرسالة ،
لا زال التحقيق مستمرا مع زوجها: هل لديه أعداء؟! يجيب قائلا كل من حوله أحبابه وأصدقاؤه وأهله، لم يكن له أعداء بل كان رجلا مسنا طيبا يمتلك من الأموال الكثير، يزكي بها على كل محتاج ، وقبل اختفائه ترك لنا رسالة بأن أدير له شركته إلى حين عودته ، لكن لم يقل لنا أين ذهب ،
سأل المحقق أين تلك الرسالة؟!، يخرجها الزوج من جيبه ويسلمها للمحقق ، وبعد أيام معدودة وابنته تبحت بين أغراضه تجد بدفتر والدها رقم هاتف، نفس الهاتف الذي أرسل إليها رسالة ، وكلمات مكتوبة لم تستطع فهمها ، أخذت الدفتر وخرجت به إلى قسم الشرطة، وسلمت الدفتر للمحقق لعله يستفيد من دفتره ، لكن زوجها غضب منها بشدة، لماذا سلمت الدفتر دون أن يراه؟! ، بعد يومين يطرق الباب وإذا برجال الشرطة يستدعون زوجها من أجل التحقيق معه ، ومع كثرة الأسئلة ينكر بشدة بأنه لا علاقة له بقتل والد زوجته ، لماذا كل هذه الشكوك من حولي، هل لديكم دليل حتى تلقوا القبض عليّ ،لكن الدليل كان لديهم مجرد شك لذا خرج ، لكن زوجته أصبحت الشكوك تراودها نحو زوجها ، وشريط الذكريات يعود بها إلى السنوات التى مضت ، وكيف كان والدها يصر على عدم إعطائه زمام الأمور بالشركة ، لماذا عندما حاول الخروج ترك له رسالة بخط يديه حتى يدير كافة الأمور ، أصبحت تبحت بين أغراض زوجها وأغراض والدها لعلها تجد أي خيط يريح قلبها المثقل بالخوف والحزن ، وإذا بها تجد حقيبة صغيرة بسيارة زوجها تجد هاتفا مخبأ، تفتح الهاتف ، إذا به نفس الرقم المجهول الذي بعث لها رسالة ، لم تخبر زوجها عن الهاتف، بل سلمته إلى رجال الشرطة لتعلمهم بأنها وجدته بسيارته الخاصة وهي تبحت بداخله ليلا ، يتم القبض على زوجها الذي ينكر بشده بمعرفة أي شي عن الهاتف ، لم يستطع هذه المرة من الإنكار ، فهو من دفع إلى القاتل المأجور ثمن قتل والد زوجته لتكون كافة الأملاك بيديه، ويصبح هو الشخص الوحيد الذي يمتلك زمام الأمور ، لتكون نهايته هو القاتل المأجور بحكم المؤبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق