الثلاثاء، 12 مارس 2024

إنهيار _بقلم الأديب السوري/محمد ديبو حبو

انهيار 

======

دخل عمر  إلى غرفته قادما من مدرسته دون أن يلقي تحية السلام على أفراد عائلته

استغرب أبو عمر تصرف ابنه الذي لا يتناسب مع نظام عائلته....

استفز عمر والده الذي لحق به مستأذناً الدخول إلى غرفته

ليعلم ماحدث له أثناء خروجه من المنزل..

أنّب والد عمر ابنه عمر قائلاً

عمر : هذا التصرف الذي قمت به لا يليق بنا ولا نقبل به إطلاقا ... حدثني

ماذا جرى معك حتى قمت بهذا التصرف السلبي؟

عمر.. والدي العزيز اليوم حدثت أمور لم أكن أتوقع أن تحدث

تصور يا أبتي أن الحضارة الإسلامية التي تعلمنا منها دورسا في القيم والمبادئ والأخلاق  تعرضت اليوم  للانهيار..

ابي...أنت علمتنا كيف نحترم  منظومة الأسرة وعلى رأسها الوالدين

اليوم تعرضت هذه الأسرة للانهيار بسبب تصرف أزعر من قبل

ابن عاق رمى بإمه إلى الشارع إرضاءً لزوجته.

وأنت من علمتنا بأن نحترم المعلم المربي الفاضل

وقلت لنا من علمني حرفاً كنت له عبداً

فالمعلمون بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان

اليوم تعرض هذا المربي الفاضل إلى الاستهزاء به من قبل طالب سيئ الخلق 

أمّا المفاجأة الثالثة

أحد زملائي كان يتحدث عن بعض العلماء باحتقار...

أبي اليوم كان مظلما بالنسبة لي...فالحضارة التي كنا نفتخر بها  يبدو بأنها بدأت تتلاشى

في زمن العجائب والغرائب

والد عمر: 

نعم يا بني يبدو بانها بدأت تتلاشى بالفعل 

و الدليل قراءتك لتلك الأحداث الثلاثة

التي وضعتنا في بداية طريق انهيارها...

وصيتي لك يا بني

سيأتي اليوم الذي سوف تحارب فيه حضارتنا

خارجياً وداخلياً كن أنت من الأشخاص الذين

سيحاربون من أجل بقائها نقية عذبة كماء زمزم.

عمر اعدك يا أبي بأن أكون سداً منيعاً

أمام كل من يحاول تدميرها..

والد عمر بوركت يا بني

اعتز وافتخر بك.


الأديب محمد ديبو حبو

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتقوا الله _بقلم الأديبةالعراقية / تغريد طالب

  (إتقوا الله) من ديواني(كلمة حق في حضرة ظالم) (قصة واقعية عن نظرة الجهلاء للمتقين حولتها إ لى قصيدة شعرية ليستعذبها المتلقي)   ……… قالتْ له...