الجمعة، 23 فبراير 2024

مناداة واهية _بقلم الأديب العراقي / أديب داود الدراجي

 

( مناداة واهية ) 

ناديني

صوتك خفقة فجر 

كضوحِ نبراسٍ ينبعث من فم الدجى

به يتوظأ الندى

له تصطفق أجنة الضوء ، وأسراب خيوط الغبش

يشدو الشروق من حَصيِّف إسهابِهِ المطلق   

أكثر فضاضةً من تناسل الثلج


صوتك ضفتا نهدين متلاطمتين

يجذب هديرهما ، ظمأ القلوب

تستدرجان لهاث الحث ، حرضاً للهف

تأثثان بروج الترصد ،  لبلاهة الهوس

وتستقطبان مخابئ الضعف

لدحض الحجج  

في طيش المشتهاة 

النازف ذعر الخجل ، من نعرةِ الجرأة


كان يجيء

صدى صدحهُ 

من أقصى غابة الخيال

ويتقمص غنج الطواويس

ليملأ جراب الفراغ ، خمرةٌ تنضب

ويقتاد النعاس المجثوث  

نحو مَعَرَّة الفتن

نحو كرنفال الشواء ، للحم الليل المحظور


فصوتك ذلك اللصيق

في حنايا الروح

مثل سخونة حمى ،  يراودني

يحويني

لأنه ينمو بهِ نبات ظلي 

لانه يبصر عسس عتماتي 

لذا كنت أجأر بمناداتهِ ، فأدرك أن صيحتي 

تتبدد واهيةٌ ، مثكولة ، أمام بوابة المُحال

مما يجعل وهني يستسلم ، ثاوياً 

لمقاصل الصمت

يجعلني مولعاً بغيثِ الحسراتِ

التي تمنحني رغبة الإصرار  ،  بلا مرادٍ

تطحنني رحى الشجن 

حتى أخر الجأش


فما الجدوى من فلسفة صياح الديكة

وصوتها القادم من العدم 

حفيف شمسٌ  ،  يفقس بيضة الصباح 

عبر نبراتٍ تغزوا وحمة الديجور 

تعزر مبعث التباشير

تعتصر مغبة السكون ، بأحتكاكاتِ

تمتص أرتعاش البرد من جسد الطين 


ناديني

هناك ليلٌ يتسكع  ،  عارياً 

بلا سوادٍ

بلا مهجعٍ  ،  بلا ملاذٍ

يتعقب آخر المعتوهين 

المدحورين من حانات القلق 

ظلام السنين يتسع ، وكوة الروح تتضاءل

السعادة ،  وسادة مغرورة ، هاربة

حيثما تمطر الشُهُّب  ،  تسكب اللظى 

في هوة سقوطي


اديب الدراجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وشادية _بقلم الشاعر / رشيد الخزرجي

 وشَـادِيَةٍ لها منّي سلامُ              وتقديرٌ وحُبٌ واحترامُ تَجُودُ بِصَوتِها كالغيثِ دَومًا!       وَهَلْ كالغيث إنْ ظَمِئَ الأنام؟  له...