السبت، 3 فبراير 2024

غصن الضوء _ بقلم الأديب /أديب داوود الدراجي

 
( غصن الضوء ) 
يا رِّبّةُ الشَوَّق ،  وقطافُ الحَنيِّن
المنبثق صَدى شجنهُ من تحتِ مناجلِ الحصادِ
أنتِ غُصن الضوء المشرق على شجرة الوجود 
وأنا دمعَة الذبول المصلوب على بوابة العدم 
فعانقيِّني
حيِّنَ ينضج غُصنَّكِ  ،  من طعمِ الفجرِّ
من مذاقِ الندى
مُزّة حانات البساتين القديمة 
وكأس الأفق  ،  الممتلئ بخمرة النور   
الذي يزلق عافية الشمس 
عن مهد جذري الطفلّ ،  الملوث بالظلام
وتتركهُ
بلا شروقٍ  ،  بلا نهارٍ
كمرآةٍ خانت ملامحي ، حين تجعدت
وَهَرَّعَت تُبرَّر تَمَوَّه مَعدَنها 
من هولِ قسماتي الغامضات الوضح

بَارَكَتْ مُناجاتي ، غصنكِ الشامخ العاليَّ الدُلَّ
تستظلَّ تَحتَهُ كلَّ العيوَّن
وتتلذذ العصافير بعضةِ الشَّمس
فوق غلائِلهُ المنسابة كأذرعِ البحر
تهاويتُ ياوثباتي ،  غُصنكِ ليلٌ مضاءٌ
يحجب وهج القمر   ،  ويزعزعَهُ
بَهِ يولدُ الظلامُ مبصراً
بَهِ ينطق سبات الغرف المملوءة بضجيج
الصراصير المرتعشة أمام نشوة الغريزة  
إلا غرامي المُعتم
مثل بالونٌ يرتقي سدرةٌ شائكة 
إذ لايُكاد أن يتمسك بأذيالِ الرفعةِ
حتى تسقطهُ نسمات أنفاسكِ العابرة
فيجثو ، متقرفصاً بعيداً 
خَلفَ أسوار الصدود 
يعانق فزاعة الخوف ،  ويرغب بالبكاءِ 
عبر سعير القلب المتهب ، من وشي رُعاف الشوق 
المتنكر بحياءِ الشفاهِ الراعشة

كالخريف  
يورق الهبوب أفلاسي
من كلِّ غصنٍ
من كلِّ شجرٍ
صراخ وريقةٍ مغتصبة
يراقصها الريح  
البحر  
الغضب
في أعراس الأجواء المضطربة
وبما أن هذا الألم الغامض المجهول
يمتلك سلطة الأغواء والتمكن 
فلا بد أن أستجب للذةِ الحصادِ
بأجتثاث براعم أحراشي الطرية  
الطفيلة  ،  النحيلة 
التي لم تبلغ عنق الشمس بعد
لكي يزهر وجهك النضير
ويتبتل
من حتفي المكرر

اديب الدراجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جهل الأنام _بقلم الشاعر / كمال الدين حسين القاضي

جَهْلُ الأنامِ جَهْلُ الأنام بحق الله داهية والكسب مرٌّ وعند الحشر نيران تحيا الحياة بغير الدين منغمسا في كل شر وباب  الشر شيطان يامن سمعت ك...