الاثنين، 22 يناير 2024

البخل في المشاعر _بقلم الكاتب/السيد شحاتة


   البخل في المشاعر


بقلم/السيد شحاته

البخيل بصفه عامه هو من الشخصيات الشحيحه في العطاء فهو يفتقد القدره على مشاركه الناس في التعبير عن احساسه تجاههم

سواء أكان مبسوط أو زعلان منهم يحبهم ام يكرههم متقبل وجودهم او رافض لذلك وبالتالي ينفر منه الناس ويبتعدون عنه

وليس هناك صفه أسوأ ولا أقبح من صفه البخل تلك الصفه التي ذمها الله ورسوله واستعاذ الناس من أصحابها وقد خلدها التاريخ كموقف واضح من المجتمعات الإنسانيه عبر العصور المختلفه

وقد ظل البخل والشح مرتبطا في الاذهان بالمال ولكن هناك انواع متعدده منه

فقد توجد عيون بخيله تبخل بنورها علي غيرها وتدفعها انانيتها الي حجب نور السعاده علي المحيطين بها

هناك ايضا بخل الكلمه والتي قد تجبر بها خاطر انسان ولاتريد ان تنطقها

وهناك ايضا بخل في التصرفات والتي من الممكن ان تغير بها حياه انسان للاحسن وتتجاهل ذلك

ومن اخطر انواع البخل هو البخل في المشاعر ومشاركه الناس افراحهم واحزانهم بصدق دون رياء الا ان اكثرها ايلاما للنفس البخل العاطفي

حيث لايستطيع الانسان التعبير عن مشاعره حتي في العلاقات الأسريه اذا كان احد الطرفين الزوج او الزوجه من البخلاء فإن الحياه لاتستمر بسلام بينهما

فالعلاقه بين الزوجين كالبرعم الصغير الذي يحتاج إلى رعايه دائمه ليعيش منتعشا ونضرا

فالبخل العاطفي أشد الما من البخل المادي ومن الممكن ان يترتب عليه تماسك الاسر او تفككها

إن البخلاء في قلوبهم ومشاعرهم ولسانهم وعيونهم الحريصون علي تزييف حقيقتهم واخفاء أرواحهم المشبوهه في نظر كل محب للحياه بفطرتها الإنسانيه القويمه التي غرسها فينا رب العزه تبارك وتعالى شيء مقزز للنفس البشريه

فكم هو جميل أولئك المعطاءون في مشاعرهم ومشاركة غيرهم احاسيسهم وعواطفهم وافراحهم واحزانهم

إن العطاء الإنساني الذي يزيد الروح جمالا فلماذا لايثور عليهم المجتمع حتي لايكون بخلهم مرضا معديا للاخرين

فلنربي أنفسنا وابناؤنا علي العطاء وعلي مساعده الاخرين وعلي كل ماهو جميل وبذل المشاعر وعدم البخل بها بكافه انواعه  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جهل الأنام _بقلم الشاعر / كمال الدين حسين القاضي

جَهْلُ الأنامِ جَهْلُ الأنام بحق الله داهية والكسب مرٌّ وعند الحشر نيران تحيا الحياة بغير الدين منغمسا في كل شر وباب  الشر شيطان يامن سمعت ك...