الأحد، 24 ديسمبر 2023

(قصة قصيرة )التائهون في الأرض _بقلم الكاتبة/سميحة علي الفقي


 قصة قصيرة 

التائهون في  الأرض 

وساد الهدوء في الحي بأكمله بعد أن كان يضج..بالأصوات. ..ويعج بالناس بعد عودتهم من أعمالهم. ...ويوم طويل من العمل المجهد ليتحصلوا علي اقوات يومهم ..ومصاريف الدروس 
الخصوصية لاولادها التي أرهقت كاهلهم ..وقوات  ظهورهم ...
منهم من كان يعمل خلف مقود سيارة أجرة. . ومنهم من يعمل بيده في مصنع لمواد البناء ...كلها اعمال مرهقة لصحتهم وكأنهم لا يعرفون من الحياة غير شقاؤها. .. وتمضي الأيام بهم وأسرهم متشابه لا فرق بين يوم وآخر. ..آللهم إذا استطاعوا تدبير ثمن اللحمة ..والخضار فيكون هذا اليوم عيد الأعياد. ..فقد جفت بطونهم من أكل المقليات الرخيصة ..
والمكرونة بدون صلصة ...و...الفول بكل مشتقاته  ...ويمر 
يومهم ويليه  غدهم علي هذا الحال شاكرين نعم الله عليهم وحامدين الله علي الستر ...
وفي يوم بعد صلاة الفجر  بساعات  عند أول خيوط نهار أت ...استيقظوا الجيران ..علي صوت امرأة. ..تصرخ وتوبخ زوجها الذي عاد من عمله مجهدا. ..
صارخة به بعد أن حملت الأكياس التي كانت في يده و فتشتها تفتيش دقيقا ...قائلة باعلي صوتها هو ده  اللي 
قدرت تجيبه ياحسرة قلبي علي ايامي اللي راحت من غير فايده ..والحاجات والكام  ملطوش دول حيكفو ايه مصاريف العيال للمدرسة ولا جزمهم اللي اتقطعت
نظر اليها كأنه تلميذ بليد وراسه في الأرض عيب عليك يا وليه
دول 3 ورديات قاعد علي ماكنة  الخياطة  لما مش شايف عيني وظهري انكسر. .اعمل اي أكثرمن كده حرام عليك 
حطي لي لقمة أكلها انا ما اكلتش  من الصبح .  علشان اجيب الفلوس كلها 
ردت عليه اجيب اكل منين هي الفلوس اللي سيابها قضت 
اتكسف وكل هوي ونام....أخذ الرجل ينعي حظه ويسب اليوم 
اللي شاف وشها فيه  ..وزجرها  بعنف قومي اعملي لي كباية زفت اشربها ولقمة حاف ...خرجت وهي تنعي حظها. .راجل من الرجالة مش نافع في حاجة...
صرخ فيها بيعتيني الدكان اللي كانت  حيلتي ..واشتغلت شغلانه زفت علشان تعيشوا اعمل ايه اكتر من كده. .
ردت بصوت خافت اعمل زي جيرانا أقف علي ناصية الشارع
معاهم وبيع  زيهم البودرة والحبوب والذي منه دول معيشين
ولادهم  احسن عيشة ....... هي ساعة ولا اتنين بالكثير..   
وترجع وتاكل ...وتنام وتتبحبح  وتبقي زي الفل
صرخ فيها وهو يقول أعوذ بالله منك ياشيخة .     .  ايه
شيطان . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ده الموت ارحم خرج مسرعا وهو يدعو الله انه يموت  احسن ....خدني يارب قبل ما يحصل ده وذهب الي جامع قريب ليصلي ويسأل ربه الا يكتب هذا عليه وأول سجدة لم يقم منها..  
وكانت نهايته .   ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم لم تنتهي حكايتنا مع هذه الأسرة وسأكني الحي   
الي اللقاء في الجزءالثاني 
بقلمي
 سميحة علي الفقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوارينا القديمة _بقلم الشاعر السوري / سهيل درويش

حوارينا القديمة ...!! __________ في حوارينا القديمة  دائماً نشتاقُ فيها  طوق عقدْ  نغزلُ الأشياءَ منها  طعمَ نيسانٍ ، يخبّي  في زواياه التمن...