..صمتٌ وبركانٌ..
صمتَ الكلامُ عنِ الكلامِ
عنْ صهوةِ خيلِ العُربِ لا تترجَّلِي
عن مآذنِ الشامِ وبيروتَ ومصرَ
والعُربِ قاطبةً صلِّي وتبتَّلِي
ما عادَ في الحيِّ جيرانٌ
ما عادَ في الحيٌ أطفالٌ
نساءٌ ورجالٌ قدِ انتُشِلُوا
مِن سحب الغمام
مِن ركامِ الرُّكامِ
من بارودِ وخط النّارِ
يا قبوراً بالأزهارِ والورودِ تكلَّلِي
دروبٌ أُغرِقَتْ ومسالكُ بالعوسجِ افتُرِشَت
يا جباهاً سمراً بالأشواكِ تجلَّلِي
جَفِلت قلوبُنَا ومانَطَقَت
كُسِرَت أقلامُنا وما نثرَت حروفاً ومفرداتٍ
عن غزَّةَ الصّمودِ حوقِلي
عن شموخِكِ أمامَ جحافِلِهم
وقنابِلهِم فيَا عروبةُ تعلَّمِي
بكتْ سنابلُ القمحِ مِن مآقِيها
نزفَت جذوعُ الزيتونِ مِن مَآقِيها
الصّفصافُ والزيزفُونُ
اثبُتِي يا رمزَنا لا ترحَلِي
شكراً لكُم
شكراً لكُم
فأنَا شمس طَلَّت على خارطَةِ الزَّمانِ
أنا طيرُ السَّلامِ ، أنَا رفعتُ الهاماتِ
وعن قصصِ الأبطالِ لا تَسألِي
إخوانِي... إخوانِي
هل عرفتُم؟ أنا الطَّائرُ الجامح
أنا نَار رُوما
أنا جرحُ الزمانِ لقلبِ العروبَةِ تسلَّلِي
وانكفئي بذراعَيها المقيَّدتَيْنِ بألفِ وألفِ مشنقَةٍ..
وألفِ حبلٍ فكِّيهِ ولا تسأمِي
أنا قصيدةُ غزَلٍ نُسِجَت
وأغنيةٌ شعبيَّةٌ فِي كتبِ التَّاريخِ
سجِّلِي وهلِّلِي
عن غزَّةَ ...
غزةٌ شوكةٌ في عينِ
العدوِّ غُرِزَتْ وانغرزِي
على خاصرَةِ الأوهامِ
عن غزةَ الشّموخِ بصدورٍ عاريَةٍ
سَجَّلتْ أروعَ قصصَ الأبطالِ
تكتبُ بدمكِ الحرِّ والمددِ
علمينَا يا غزَّة كيفَ يكونُ العنفوانُ
وكيفَ نكونُ أبطالاً
كيف نوقد جمر النار
علمينا كيف يضيءُ الرخامُ
وكيفَ تشتعلُ البحارُ
وكيفَ لبراكينٍ خامدةٍ أن تثأرَ ولا تثأَرِي
كيفَ لجراحِنا نلملمُ
كيفَ لزنودٍ سمرٍ تبنِي ولا تبنِي
علمينَا كيفَ ننسجُ القصائدَ
بمدادِ الحرِّيَّة وعبقِ الحرِّيَّة
وكيفَ نشدُّ الرحالَ لعالمٍ
فيه عبقُ نَبِيٍّ وقدسيّة الرسلِ..
✍فاطمة نورالدين
3/11/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق