"لِي الـصَّدَى"
"بروح ذي الرّمّه"
أَ مَـيَّــةَ زُورِي مَنْ نَــوَى الحَـيَّ مَـرْقَـدَا
فَجَـفْـنِـي صَفَـا ثَغْرًا عَلَى الوِدِّ شَـاهِـدَا
وَ لَـيْـلِي بِـقَـفْـرٍ مَـنْـسِــيِّ الحَـدِّ سَــادَهُ
هِـلَالُ مَـلِـيِّ الشَّـوْقِ إذْ عَــادَ مُـسْـهَـدَا
إِذَا مَــدَّ حَــوْلًا جَـــدَّ بِالـطَّــرْفِ نُــورُهُ
فَـرَفَّ بِتُـرْبِ اللَّحْدِ مَنْ كَـانَ مُـلْــحَــدَا
وَ مِنْ رُوحِهِ أَهْـدَى الوُرُودَ ٱحْـمِـرَارَهَـا
وَفَى الخَدَّ لَوْنَ الفَرْحِ إِنْ زُرْتِ مُنْـشِدَا
فَـعَـهْـدُ اللَّــوَاتِـي زُرْنَــهُ سَـقْـيُ طَـالِـعٍ
كَفَى الغِيدَ طِيبًا خِـلْـتِ عَـوْدَهُ أَحْـمَـدَا
بِـرُوحِ المُـحَـيَّـا مَــاحَ تَـوْقًـا لِخُـصْـلَـةٍ
تَـمَـنَّـتْ لَـهَـا الأَنْـسَـامُ بِالْكَـفِّ مَـوْعِـدَا
وَ مَا كُلُّ مَنْ لَاقَـى هَوَى العَيْنِ مُذْنِبٌ
فَفِي الحُلْمِ حَلَّ العِشْقُ لُقْيَاكِ وَٱفْتَدَى
وَ فِيكِ نَقَـتْ كُلُّ الخِـصَالِ جَـمِـيـلَـهَـا
فَمَا طَالَ حُسْنُ الخَلْقِ غَيْرَكِ مُـسْـعِدَا
وَ لَا خَارَ قَـلْـبٌ قَدْ مَـلَكْـتِ شُـجُــونَـهُ
دُرُوبَ الرَّوَى إِنْ لَـمْ يَــطَــلْـهُ مُـفَــرَّدَا
فَـلَا لَــوْمَ إِنْ صَـدَّ الأَمَــانِـي مُرَابِــضٌ
وَ لَـكِـنَّ حَـالِـي الآنَ مَـا هَـمَّ مُـوصِـدَا
لِـغَـفْــوَةِ رَحَّــالٍ لَـحَــا قَـذْيَ عَـيْــنِــهِ
تَسَرَّرْتُ جَـلْـدَ الـنُّـوقِ حِـيـنَ تَـرَصَّـدَا
وَقَـفْـتُ بِـبَــابِ الدَّارِ لِـرُّوحِ مُـشْـهِـدًا
أَ حُلْـقَــانُــهُ رَدَّتْ أَمِ الطَّـيْـفُ قَدْ نَـدَا
فَذِكْـرَى أَحِـبَّـائِـي تُـفِـيـضُ بِمُـقْـلَـتِـي
مِنَ القَلْبِ دَمْـعًـا زَادَ مَـيْـحِـي تَـفَـرُّدَا
فَـزُورِي طَرِيحَ الدَّيْنِ مُذْ غَابَـهُ النَّـدَى
إِذَا عَــادَهُ صَــوْتُ الَّتِي شِقْـتُـهَـا غَـدَا
غَــدَا حَــيَّ دَارٍ مَـا تَـمَــنَّــيْــتُــهَا لِمَنْ
كَـرِهْــــتُــهُ وَ الـلَّـهُ تَـخَــيَّــرَ مَنْ رَدَى
وَ إِنْ عُدْتِ دُورَ الأُنْسِ جَاءَكِ طَـيْـفُهُ
لِيَـمْـنَـعَ عَـنْـكِ الغَـدْرَ حِـقْدًا إِذَا مَـدَى
فَزُورِي وَ دُورِي حِـذْوَ تُـرْبِي لَـعَـلَّـنِـي
بِحَـضْـرَةِ مَنْ أَهْـوَى أَبُـوحُ لِمَنْ هَـدَى
"أَرَانِي بِدَارَيْـكَ المُـخَـلَّـى لِـحِـكْـمَــةٍ
جَهِلْتُ خَـفَايَاهَا وَ مَا طُـلْـتُ مُرْشِـدَا
فَـهَـلَّا كَـفَـيْـتَ الخَـلْـقَ حُـبًّـا بِـنَـــارِهِ
فُـؤَادِي تَمَنَّى المَوْتَ رَحْمَةَ مَنْ جَـدَا
وَ مَا الوَصْـلُ إِلَّا بَــابَ جَـنَّــةِ عَاشِـقٍ
إِذَا طَـابَ فِي قُرْبِي المَنَـالُ لِمَنْ قَـدَا
قَـدَا لِلْـحَـبِــيـــبِ الـمُـــرَادِ بِـحُـرْقَـةٍ
خَفَتْ وَحْشَةَ المَـيَّالِ حِـيـنَ تَبَـاعَـدَا"
فَـعُــودِي إِلَـيَّ الآنَ مَــيُّ بِـضِـحْـكَـةٍ
تَرَقَّبْـتُ مَلْقَاهَا فَإِنْ عَـزَّ لِي الـصَّـدَى
تَحِـنُّ لَـهُ الأَكْـــوَانُ حِـيـنَ تَـرَفَّـقَتْ
بِعَيْنَيْكِ مَنْ صَـارَ الهَوَى بِهِ سَـرْمَـدَا
د. خالد الجلاصي
04/10/2023
08:20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق