- - امسح دموعك -
امسح دموعك ، لاتبكي الذي ذهبا
واستنصر الله ؛ لا أعجام ، أو عربا
لا يجدينك دون الفرد من أحد
ولو بلغت الثريا ذاتها نسبا
أهيم ؛ أي هيام ! عز مشبهه
بمهبط الوحي ، والأمس الذي سربا
بموئل الحب ؛ لا أوطان تشبهه
ولا الفراديس ، شرق الكون ، أو غربا
أهيم ، أي هيام ! ليس يعلمه
إلا الإله ، بأرض العرب ذي حبا
ياجنة الله في أرض نشأت بها
ترابها صاغه باري الورى ذهبا
يفوق كل بقاع الأرض متظرها
حسنا ، وتسمو عليها كلها رتبا
يطيب لي أن أرتمي في حضن بهجتها
وأنهل الحب من أكنافها عذبا
وأن أغني لها ، ماشاء لي قدري
أحلى أغاني الهوى في حبها طربا
يهون فيها الذي ألقاه من زمني
وضانك العيش حتى أنطوي حقبا
نهاية الليل ؛ فجر يستحث بنا
صبرا ، وعزما إلى العلياء أن يثبا
جف الكلام على تعبير صاحبه
لكن عشقي بلاد العرب ، مانضبا
أحب تطوان في أكناف مغربنا
وسائر الشرق مضطربا ، ومستلبا
سأرخص الغالي في درب رفعتها
والمال والنفس ، والأنعام والنشبا
وآثل المجد لا يحظى الهمام به
. إن لم يلاقي فيه الهم ، والنصبا
لاوزن للمرء في حسبان وازنه
آن لم يحز فاضل الأخلاق ، والأدبا
لايأس يثني فخري أنني نسر
أعانق المجد ، والأنواء والسحبا
سيورق الحلم ، والآمال وارفة
وهاطل الغيث يروي التين والعنبا
دعوا المقادير للوالي العليم بها
لاتسألوه سوى مرضاته طلبا
كانت لنا الدنيا مطواع غايتنا
واليوم عادت على آمالنا حربا
يارب فرج هموما أنت تعلمها
عنا ، ووطأة ضيق العيش، والكربا
المجد يبكي على أطلاله فينا
والفقر فاش ، ومهر المكرمات كبا
والجهل طاغ بين الناس معظمهم
فأمتي أمة لاتقرأ الكتبا
والشام تبقى مثار الفخر آبية
على الأعادي ، أن تمضي لهم أربا
كم عاد عنها غزاة ، بعد أن هزموا
وكان أربحهم ، ذاك الذي هربا
ياموطنا عانقت أمجاده حقبا
ذرا الرواسي ، وسامى عزه الشهبا
الشام أغنية يزهو بها قلمي
وحمص عشقي ، وكم قد أنجبت نجبا
وكل شبر منك اليوم يا وطني
أودعته خافقا مني عظيم إبا
روحي تغذ مسيري صوب وجهتها
والقلب يمم قصد المبتغى حلبا
سلوم احمد العيسى ٢٠٢٣/٥/٨ م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق