لحظة صمت
قصة قصيرة
بقلم علاء عبدالرحيم
كان اللقاء .. بعد اشتياق طال لها .. بهجة القلب طافت و اعتلت كل شعور
لم يكن يفصل بينهما غير تلك الطاولة التي بدت كانها بعد كبير، و مدى فاصل بينه و بينها، تمنى لو ازالها ليجذبها بين ذراعية
غرق في بحر عينيها العسلي اللون كمن غرق في بحر من العسل
كان يقرأ قسمات وجهها الذي يعرفه جيدا، توقفت عيناه بلا خجل عند شفتيها التي طال ما تمنى تقبيلهما
امتدت يديه بلا إرادة تحتضن يدها ليسري إلى قلبه تيار من الحب.
ابتسامة الحب الرقيقة تعتلي وجهه تحمل شعور يعرفه جيدا ... إنها الحب الذي وجده بعد طول انتظار
ردت بابتسامة استقرت عميقا في قلبه، كانت الكلمات تخرج بلا إرادة،
قال: اشتقت اليك كثيرا.
قالت: و انا اكثر.
مال على يدها يقبلها، كانت لحظات يملأها سيل متدفق من عاطفة الحب، لحظات غاب هو فيها عن الدنيا ، لحظات كانت هي دنياه، و كأن قلبه يرقص على لحن أغنية حب يعرفها.
لم يكن يسمع صوتا إلا صوتها و لا يرى غير عينيها كوردتين يانعتين في صحراء قلبه المتعطش لحبها ، لا شعور إلا بحبها.
قال: شوقي إليك يكبر كل يوم ، بل كل لحظة
قالت: متى يجمعنا لقاء لا ينقطع؟
قال: قريبا يا قلبي،
قالت: قلبك؟ انها أول مرة تقول لي هذه الكلمة.
قال: ألا تعرفين انك قلبي؟
قالت: لكنها أول مرة تقولها.
قال: لابد أني قلتها يوما.
قالت: بل أول مرة.
قال: ربما قلت معناها كثيرا و إن اختلف اللفظ.
قالت: اول مرة.
قال: هل تصرين أنها اول مرة؟
قالت: هي كذلك ، أول مرة.
صمت لحظة ، ثم قال: اعتذر أنها أول مرة "انا اسف"
قالت: لا داع للأسف.
قال: كيف لا داع و أنتِ تصرين على لفت نظري أنها أول مرة؟
قالت: لا أحب الأسف، كما أني لا أحب أن اتأسف لأحد.
صمت لحظات ، لا يعرف ماذا يقول، كانت صدمة الرد قد اخرجته من شعوره،
لقد انقطع سيل الرومانسية، و لم يعد يتذكر شيئا مما كان يريد أن يقوله، كان يرغب في أن يبثها شكواه من فرط الشوق، لكن شيئا توقف.
لحظات صمت
هل كلمة " قلبي " تستحق الآن أن نقف عندها؟ هل هذا وقت تصيد الأخطاء؟ قال ذلك في نفسه مزهولا.
صمتت و صمت و طال الصمت، استمر الصمت للحظات أخرى
قام من مجلسه، ودعها بإشارة من يده،
و انصرف.
(علاء عبدالرحيم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق