أقسمَ
أنّ المضيّ في الطّريق لي
لا هو اختار ذاك ولا تخيّرَ
بل الفؤاد ساقه لي بمعيّة الوجدِ
فهل لبشر أن لا ينصاع لما أُمرَ؟
أو أن لا يُحسن وفادة من استوطن الرّوح
و من أبجديّة النّبض حروف اسمه خُطّت
وشذاها في الوريد انتشرَ؟
هل بمقدوره أن يعاند القدرَ؟
أقسمَ
أنّه حين لمح الوجه الوضّاءَ
واللّحظ والوجن المتورّدَ
توقّف عن الخطو ودون مشورته
حيث كانت هي ارتأت القدم أن تَتَسمّرَ
واصطكّت الضّلوع وما عاد يدري
هل انقلبت الحال
من هجير آب إلى زمهرير آذَر.
والنّبض ...أفي سموق كان أو سفول
ما عاد بمقدوره أن يتذكّرَ.
تحمّس... وبسلَ
ورغم غيرة و تَرصُّدِ ناظرَي الشّمس له
عرّجَ يُكلّم القمرَ.
جاء إليّ بقلب نابض وأقسمَ
أنّني حبيبته...مليكته
وأنّه حين يسمع صوتي...همسي
كأنّه إلى أقاصي الكون
دون جواز...متاع...أو زادٍ
يكون به قد سُفِّرَ
ونارًا في الفؤاد...في الحشا
يكون الشّغف قد سَعّرَ.
أقسم أنّني زائرةُ اللّيل
جميع أحلامه وحتّى يقظته
نجمةٌ...حرص أن إيّاها أتصدّرَ.
حين يُصبح ويصحو
لا ينفكّ يبحث عنّي
لا يذكر أين أغفاني في الهزيع
أَعلَى الوسادةِ...أم تحت ستائر الجفونِ
أم بين أحضان الفؤاد الحنونِ؟
حين يخلص الحلم
لا يدري كيف أمره بدوني... يمكن أن يتدبّرَ.
أقسمَ...وأقسمَ...وأقسمَ
لا هو بوعد وفَى
أو بخطوة في سبيل هوانا...خَطَى
أو عن السّاعد بهمّة نوى أن يشمّرَ
ولا حين أغيب...أختفي
أَثَري فكّر أو مرّة حقّا إيّاه... اقتفى.
أهتزّ...أنكسر من جموده...من خذلانه
فقط هو لا يملك الحقّ
ممّا آلت إليه حالنا...أن يتذمّرَ
تاهت الرّوح والضّلوع ما انفكّت تئنُّ
والقلب والخاطر...كلاهما يودُّ أن يُجبرَ
إن تخاذل...تقاعس
وفي الخطوات أبطأَ
بالقسم اكتفى
وللسّير قدما نحوي ما سعَى
لا يحقّ له أن يوما يعذلني
سرّا كان أو جهرا.
القسم يا سيّدي لا يكفي لامرأة
صادقة...تصون العهد
هي سندك...جيشك...عتادك
تأمر كلّ ذرّة فيها أن عليك تصبرَ.
توقّعت منك أن على المستحيل تثورَ
ونحو الفؤاد...الدّرب تسيرَ
وقيود الصّمت على عجل تكسرَ
القسم لا يكفي يا قسيم الرّوح
كي لا تخسرَ امرأة
أنت على يقين أنّها
أكيد...طبعا...وحتما...لن تتكرّرَ.
بقلم ريم منصّر
تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق