خاطرة ...... امرأة متعددة الزوايا
أمراة....
حين تراها لأول وهلة تحسها فارغة ساكنة كقارب
قد تحطمت مجاديفه وجفت اضلاعه ملقى على
شاطيء احدى الجزر
او ككأس مل الساقى ان يرويه وتناساه على احدى الارفف
المنزوية
او كقنينة حبر لم يعد بها الا لون واحد داكن قليل ما ينساب نحو فوهتها
أو كثياب رث قديم قدم الاهرامات. قد تزاحمت خرقاته
او ككتاب حجري تيبست حروفه وذابت خطوته
او كعجوز شلت اوتاده ونسي ان يحصى خطواته
ولكن.....
حاول ان تتسلل كأخر شعاع دافىء لايام الشتاء
نحو مخيلتها ستجد .. سفينة مليئة بالافكار تحارب
الصمت بنشاب من ضجيج
تصارع كأنها الجندى الوحيد فى معركة الحياة
تحمل فوق راسها فتات الخبز وجرار الامل لتنثره على
بتلات الشرفات ويقتات اليمام من مبسمها الابتسام
امرأة حين تتقترب منها تجدها كمعلقة شعرية .... تسدل الكلمات كامواج على ستائر الايام
تتدفق كقوس قدح فى شرايين الصحف فيتلون جدران الزمن
حاول ان ترج .... محبرتها برفق ليغزو شلالها عالم
الوعى واللا شعور ...فتلامس زواياها
ستجد الف موسم للربيع وتنسخ الف قصيدة وترسم الف لوحة تحمل براءة طفلة مشاغبة
طفلة تجذبها الجداول تشتعل جذوتها حين تلامس بكفيها العناقيد البعيدة كى تطعم بها اليراقات الصغيرة
امراة ... كطفلة كبيرة لا تهدأ ابدا .فقط ان تعلمت ان تبحث
فى جوانبها وتتبع زواياها المخضبة بالتمرد والعنفوان
#د. هاله عبد الرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق